***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************
عن المدون
- حزين عمر
- نائب رئـيس تحريـر جريــدة المســاء ـ شاعر وناقد وكاتب مسرحى شهير
كلام مثقفين النخبة.. نشأت وترعرعت!!!
4:42 ص | 
مرسلة بواسطة
حزين عمر
كلام مثقفين النخبة.. نشأت وترعرعت!!!
"حزين عمر "الأربعاء 8 فبراير 2012
فيض من المصطلحات. كسيل العرم. تجتاح حياتنا. وتتناقلها وسائل الإعلام والكتاب. ويرددها عامة الناس ـ وأحيانا خاصتهم ـ بدون تدبر. ولا استكناه لفحوي هذه المصطلحات. ولكل من هذه المصطلحات مواسم ومناسبات تطفو فيها. ثم تتراجع وتخبو.. والزمن الراهن هو موسم مصطلحات: العلمانية. والليبرالية. والتيارات الدينية. والإسلام السياسي. والسلفية. والوهابية. والديمقراطية .. وكل المصطلحات التي تنتهي بياء وتاء مربوطة!! لكن مصطلحا آخر يعلو ويهبط من حين لآخر مع ظلال من الاتهامات تحيط به. وهو مصطلح "النخبة". ويقصدون به "المثقفين" .. ويرون أن هذه النخبة كيان مرفه ويعيش في برج عاجي. وبعيد عن أحداث الثورة والوطن وسخونة الواقع. ويناشد آخرون هذه النخبة أن تتدخل لتهدئة كذا. أو توضيح كذا. أو حسم كذا!!
ما الذي تملكه هذه النخبة لتفعل ما ينتظره منها الواثقون فيها؟! بل ما هي هذه النخبة نفسها؟!
وأين "تنشأ وتترعرع وتعيش"؟!! إن المثقفين المقصودين بهذا المصطلح يعيشون حالة تمزق طريفة وغريبة.. فهم خلاصة المجتمع و"نخبته" من وجهة نظر البعض.. لكنهم خلاصة الفقر والحاجة والمرض والتشرد والتشرذم في الواقع!! هؤلاء النخبة أو المثقفون ينشأون ويترعرعون بكثرة علي أحقر المقاهي. وعلي أرصفة الشوارع. وبعضهم ينتظر من يدفع له ثمن كوب شاي أو "حجر شيشة" أو سندوتش "فول مسوس" أو تذكرة أتوبيس نقل عام!!
ومع هذا العوز الشديد لمعظم المثقفين ـ النخبة ـ تراهم يذوبون حبا للوطن. وحلما في نهضته وتقدمه. وتعبيرا عن مأساة شعبه. وبحثا عن الحرية والمساواة لكل مصري ولأنفسهم .. ولأنهم يملكون هذا الكم من "النكد" الوطني. فقد تم تجويعهم وتشريدهم من نظام الحاكم المخلوع . الذي كان معاديا للفكر والعلم والثقافة.. ولم يتنفس أي منهم شيئا من الرفاهية إلا بالنزلف للنظام الساقط ورموزه. حتي يعتمدوه "منافقا رسميا"!! فصعد هؤلاء المنافقون من النخبة علي جثث وهياكل سائر المثقفين. وقليلون جدا من هؤلاء المثقفين من تماسك. وظل علي وطنيته وموقفه. وفي الوقت نفسه وفر لأسرته الحد الأدني من الحياة العادية.
وأين "تنشأ وتترعرع وتعيش"؟!! إن المثقفين المقصودين بهذا المصطلح يعيشون حالة تمزق طريفة وغريبة.. فهم خلاصة المجتمع و"نخبته" من وجهة نظر البعض.. لكنهم خلاصة الفقر والحاجة والمرض والتشرد والتشرذم في الواقع!! هؤلاء النخبة أو المثقفون ينشأون ويترعرعون بكثرة علي أحقر المقاهي. وعلي أرصفة الشوارع. وبعضهم ينتظر من يدفع له ثمن كوب شاي أو "حجر شيشة" أو سندوتش "فول مسوس" أو تذكرة أتوبيس نقل عام!!
ومع هذا العوز الشديد لمعظم المثقفين ـ النخبة ـ تراهم يذوبون حبا للوطن. وحلما في نهضته وتقدمه. وتعبيرا عن مأساة شعبه. وبحثا عن الحرية والمساواة لكل مصري ولأنفسهم .. ولأنهم يملكون هذا الكم من "النكد" الوطني. فقد تم تجويعهم وتشريدهم من نظام الحاكم المخلوع . الذي كان معاديا للفكر والعلم والثقافة.. ولم يتنفس أي منهم شيئا من الرفاهية إلا بالنزلف للنظام الساقط ورموزه. حتي يعتمدوه "منافقا رسميا"!! فصعد هؤلاء المنافقون من النخبة علي جثث وهياكل سائر المثقفين. وقليلون جدا من هؤلاء المثقفين من تماسك. وظل علي وطنيته وموقفه. وفي الوقت نفسه وفر لأسرته الحد الأدني من الحياة العادية.
هذه هي النخبة التي يناشدها البعض فعل كذا أو كذا. وأحيانا يهاجمها البعض . لأنها تنافق أو تناور. فيخلطون بين الغالبية العظمي من المثقفين الصاعدين المكافحين. وبين أقلية سعت الي السلطة ونالت المواقع والمنح. ابتداء من تولي وزارة الثقافة : كجابر عصفور أو وزارات أخري مثل مفيد شهاب. أو تولي رئاسة تحرير جريدة كصلاح عيسي وجمال الغيطاني. أو أصبح مستشارا يتقاضي آلاف الجنهيات شهريا ـ علي سبيل البلطجة ـ وليس له أي دور يقدمه!!
هذه النخبة تجسيد لتمزق الوطن أيام الخائن المخلوع. ولضياع العقل والمنطق والعلم .. ومازالت هذه النخبة ضائعة حتي الآن .. ومازالت تنشأ وتترعرع علي المقاهي والأرصفة!!!
كلام مثقفين الأربعاء 8/2/2012 من المصدر :