سجل الزوار
Website counter
***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************

عن المدون

صورتي
حزين عمر
نائب رئـيس تحريـر جريــدة المســاء ـ شاعر وناقد وكاتب مسرحى شهير
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Provider

كلام مثقفين!! اغتيال أم كلثوم !!


كلام مثقفين!! اغتيال أم كلثوم !!
حزين عمر
جريدة المساء الأربعاء 25 مايو 2011 
مثلما حاول المهووس محمد صائم الدهر أن يهدم "صنم" أبو الهول. فحمل فأسه وذهب لينفذ وعده "تقرباً إلي الله" فلم يهدم سوي أنفه. وانكسر فأسه. وخارت قواه.. حاولت المواطنة جيهان صفوت أن تهدم هرم الفن الشامخ "أم كلثوم" فراحت ــ يوماً ما ــ تحط من قدرها. وتحرض عليها بعض كلاب السلطة من الصحفيين. وتنفخ في مغنيات أخريات كبديلات لأم كلثوم. وظلت تنفخ وتنفخ وتنفخ حتي انفجرت مطرباتها. وتعب فمها!!
سياسة تدمير الرموز العظيمة لهذا البلد امتدت منذ ذلك الزمن. وعلي مدي حوالي أربعة عقود. حتي نصل في النهاية إلي التساؤل الأبله الغبي: وما هو البديل؟! وقد كافح نباحو السلطة وأرهقهم هذا السؤال كثيراً حتي اهتدوا إلي أن البديل قد يكون هو: الابن!!!
سياسة تفريغ مصر. وتجريف العقل والوجدان مازالت مستمرة. استمرار ما كان يسمي بالانفتاح الاقتصادي الذي قادنا إلي بيع ممتلكات الشعب ونهبها وتخريبها بدعوي "التخصيص".. ومازالت مستمرة حتي هذه اللحظة في مجال الأدب والفن.. وتحول فأس صائم الدهر. وبديلات جيهان صفوت إلي سلاح أخبث وأخطر . انه الإهمال والغفلة: إهمال كل ما يتصل ــ في حالتنا هذه ــ بآثار أم كلثوم. حتي ينمحي أي وجود مادي لها علي الأرض. بعد أن فشلوا في محو بصماتها علي الوجدان العربي كلها. وإزالة طيفها من كل قلب محب وكل روح عاشق.
بعد أن هدموا فيللا أم كلثوم بالزمالك. وأقاموا البديل الشائه لها: عمارة شاهقة منفرة. تركوا منزل طفولتها. ومرعي صباها. هناك في طماي الزهايرة يتشقق. ويتساقط بياض حوائطه. ويتضاءل حتي تكاد تبتلعه الأرض.. هذا المنزل الذي كان محط أنغام السماء تتري علي روح الطفلة والصبية أم كلثوم. تكونت فيه أول ذائقة صافية نقية لها. وسمعت فيه أول تغريدة زرزور. ورأت فيه أول تفتق لزهرة طبيعية. وشمت فيه أنسام الطبيعة الهادئة. بلا بنزين ولا موتورات سيارات. ولا شعبان ولا إيهاب ولا دياب ولا تامر ولا عامر!!
البيت ذو الدور الواحد علي وشك التهاوي. ولم تلتفت إليه وزارة الثقافة. ولا الأخ حواس المحتاس بتلميع نفسه دائماً.. ولم تعرف ما آل إليه حال البيت من وسائل إعلامنا أو صحافتنا. بل من وسيلة إعلام أجنبي هي قناة الحرة. التي بادرت بالذهاب إليه ونقله بكاميراتها. حجرة حجرة. وصالة صالة. وزنقة زنقة!! وكانت المفاجأة المؤسفة أن حجرة "الست" التي كانت تنام فيها تتخذها الدجاجات حظيرة!! أين إعلامنا الغارق في فساده المعهود والموروث؟! أين كاميراته التي تحولت من تلميع طلة السيد الرئيس الوحيد الأوحد صاحب الضربة الأولي والأخيرة. إلي تلميع دعاة الجهالة والتخلف والجمود: خوارج هذا الزمن؟!!
وكأن هذا الإعلام يقول لنا: إما "حسني" أو هؤلاء!! وكأنه يقول لنا: هانحن أولاء قد وصلنا إلي ما حذر منه المخلوع فذوقوا وبال ماصنعتم من ثورة أطاحت به!!
أم كلثوم التي يحاولون اغتيالها وما تعنيه. ستبقي رغم أنف صائم الدهر وخلفائه!!!

كلام مثقفين!! سلوم .. وطه حسين!!


كلام مثقفين!! سلوم .. وطه حسين!!
"حزين"
جريدة المساء الأربعاء 11 مايو 2011
كما لو كان الأمر قرباناً يقدم للثورة أو الوطن: حينما يقع الحدث العظيم. أو الثورة الكبري. يتصرف في هدوء - وربما في تجاهل - رمز من رموز الحياة الثقافية. أو واحد من أبنائها المعروفين.. فبينما كان الشعب ينشغل بعودة سعد زغلول من منفاه. تلبية لمطالب ملايين المواطنين من الهاتفين لحرية الوطن واستقلاله ومن الراحلين ثمناً لهذه الحرية. كان سيد درويش يتهاوي جسده الأخضر الذي لم تكن ترويه كل متع الحياة. بل تزيده عطشاً وإقبالاً عليها. شأن كل العباقرة في التاريخ البشري.. لم ينشغل الناس. ولا انتبهوا حينها لخفوت صوت الشعب وتوقف إحدي نبضات الوطن.. وذهب سيد درويش - مؤقتاً - ضحية الزعيم سعد زغلول وفرحة عودته.. حتي استفاق الوجدان الوطني وأنزل مطرب الشعب منزله من الخلود.
بعد عدة عقود سكتت النبضة الواهنة الأخيرة من قلب عميد الأدب العربي طه حسين. واستسلم لأول مرة في حياته لنازلة النوازل. ولم يملك أمامها جدلاً ولا رداً ولا تشكيكاً طبقاً لمنهجه الديكارتي في كتابه الشهير "في الشعر الجاهلي".
في لحظة التسليم الأولي والأخيرة لهذا العملاق "البصير" كان تسليم آخر يحدث علي جبهات القتال بين مصر وعدوها: الصهاينة. وقد نزلت عليهم نازلة النصر المصري. واقتحمهم جيشنا اقتحاماً: اقتحم حصنهم. وغرورهم. وغطرستهم. ومطاراتهم ونفوسهم.. وعلا صوت النصر علي كل صوت. ولو كان حشرجة هذا العملاق في معالجة الموت.
في تلك اللحظات الفاصلة في حياة أمتنا العربية اختفي جسد طه حسين. ولم تشيعه الملايين. ولا إذاعات العالم.. لأن الشعب حينها كان قد شبع حزناً - اثر النكسة - وكأنه يهرب من أي حزن آخر. خاصة إذا كان الراحل يستحق كل الأحزان.
منذ أسابيع قليلة دارت الحياة بواقعة مشابهة وان اختلفت الأسماء والقامات.. فقد ودع عدد من الأدباء صديقهم وصديقنا الزجال شفيق سلوم. ونحن جميعاً منهمكون في حصر سرقات الحاكم المخلوع حسني مبارك. وسرقات أهله. وسطو عصابته ممن حملوا لقب "وزير" و"رئيس وزراء" ورئيس كذا وكذا.. ونحن منهمكون في حصر عدد شهداء ثورتنا العظيمة في 25 يناير. وعدد مصابيها. وعدد من أجرموا ومن حاولوا إخمادها.. والأدباء في هذا المجال جزء من الشعب. يتابعون ما يتابع. وينهمكون فيمن ينهمك به.. فمن إذن سيتذكر زجالاً وطنياً متمرداً وساخطاً علي الفساد مثل شفيق سلوم؟!!
لقد تغيرت كل الأحوال التي ظل سلوم ساخطاً عليها. تحولنا من القهر والاستبداد واليأس إلي الحرية والعدل والمساواة والأمل والأفق المتسع باتساع الحياة كلها.. وكأن القدر يقول لشفيق سلوم: لم يعد لديك ما تكتبه. فمصر الآن حرة.



نادي القصة بأسيوط .. يحقق النجاح رغم كل الظروف
يقدمها : حزين عمر
المساء الأربعاء 11 مايو 2011
الكيانات الأدبية مثل البشر: تولد. وتشب. وتهرم. وتموت.. وأصدق دليل هنا "نادي القصة". وهو ليس نادياً واحداً. بل ثلاثة نواد.. أحدها احتضنته الاسكندرية. وقام علي أمره فتحي الابياري عقوداً من الزمان. ونشر من خلال عشرات الأعمال لمبدعين سكندريين. وأقام عشرات المسابقات. وقدم أجيالاً من مبدعي القصة في الإسكندرية وغيرها.. ثم حانت لحظات الضمور النادي النشيط. وراح دوره يتراجع - مع كبر سن فتحي الابياري - ومع الاستيلاء علي مقر النادي. ولم تفلح كل محاولات الابياري ومن معه في الابقاء علي هذه النافذة الكبيرة مفتوحة. وانسحب نادي الاسكندرية من الساحة.
والكيان الثاني نادي القصة بالقاهرة. وهو تاريخ عريق لقامات عالية. أسسه يوسف السباعي - ضمن ما أسس من كيانات ثقافية - وضم إليه كبار مبدعي القصة ونقادها كالحكيم ويوسف إدريس ويوسف الشاروني. ثم شهدت السنوات والشهور الأخيرة انتكاسات متوالية لهذا النادي.
وانشغل اعضاؤه بتولي المواقع في مجلس إدارته. ولم نعد نسمع طوال الشهور الماضية عنه سوي المشكلات وتشكيل المجلس وحله من حين لآخر!!
وهناك في الجنوب. حيث لا إعلام ولا دعم مادي. ولا أسماء في قامة يوسف السباعي. راح عدد من كتاب القصة الشباب في أسيوط يجتمعون حول فكرة إنشاء ناد للقصة.
منذ سبع سنوات. ونجح أحمد راشد البطل في ان يحظي بثقة كل جيله من الشباب لانشاء هذا الكيان. بدون تشجيع من الأجيال السابقة. بل تعرض راشد ورفاقه لبعض الضغوط من كبار السن الذين اعتادوا ان يكونوا موجودين وحدهم علي الساحة.. علي الرغم من ان ساحة الفكر والابداع تحتمل مائة ناد ونقابة وتجمع وجماعة. وتحتمل مئات النجوم في الشعر والقصة والمسرح والنقد وغيرها.
استمر نادي القصة بأسيوط طوال السنوات التسع في عقد ندواته - بقصر ثقافة أحمد بهاء الدين - وفي نشر بعض المجموعات والروايات. وفي المشاركة في المسابقات العربية والمحلية التي جني الكثير من جوائزها.. وأراد أخيراً ان يقيم ندوة حول ابداعات النادي في فترة ما قبل ثورة 25 يناير وأثناءها. ومدي أثر الثورة في إبداع الأعضاء.
الندوة افتتحها محمد موسي توني رئيس اقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي واستضافت الناقد عبدالحافظ بخيت. بحضور عدد كبير من أعضاء النادي. منهم: أحمد راشد البطل وعاطف محمد العزازي وأشرف عكاشة ومصطفي البلكي وحمدي سعيد ود. ثروت عكاشة السنوسي وفراج فتح الله.. وأدارها أيمن رجب.. وقد ألقي القصاص عدداً من أعمالهم التي تنبأت بالثورة العظيمة. وشاركت - ضمن إبداعات الأدباء الآخرين - في تمهيد التربة لهذا التغيير الجذري في حياة المجتمع المصري والعربي.. كما ان بعض هذه القصص صيغت أثناء المعمعة. وتوقفت عند لقطات إنسانية مؤثرة داخل ساحات الثورة والاعتصام. سواء في التحرير أو أسيوط أو غيرها من المحافظات الثائرة.
لكن عبدالحافظ بخيت يري انه لا مجال الآن للحديث عن "أدب الثورة" فمازال الوقت مبكراً لتقدم هذه الثورة إبداعها الأدبي الخاص بها.. إنها الآن في حالة فرز الوعي. وتشكيل جماليات التجربة الإنسانية والفنية الجديدة.. ومثل هذه الأحداث الضخمة تبدو اثارها عظيمة لكن بعد مدة من الزمن. وهذا ما حدث بالنسبة للثورة الإيرانية وكذلك في الحرب العالمية الثانية.. وقد لاحظت - كما يقول بخيت - ان كل قصص النادي هذه تنطلق من الواقع المصري. كما أن الشخوص فيها تتسم بالبعد العام الشامل. أي أنها شخصيات مصرية عامة. وليست صعيدية أو أسيوطية محددة الملامح.
أثناء الندوة استعرض محمد موسي توني خطته في الاقليم للتحرك الثقافي في الفترة القادمة. مؤكداً ان الثقافة ينبغي ان تصل إلي كل مواطن. ونحن الذين نذهب إلي الناس في تجمعاتهم ومواقعهم.. كما نسعي للتعاون مع كل المؤسسات والجمعيات الأهلية للنهوض بالثقافة القومية. وتوسيع وعي المواطن العادي بعد الثورة. وفي خطتنا إقامة مهرجان للقصة القصيرة أسوة بمهرجانات الشعر.. ونحتاج إلي ان يتعاون معنا الأدباء في نوادي الأدب. بأن يتواصلوا هم مع أنفسهم. فيتحركون في كل محافظات الاقليم من أجل تبادل الرأي وتلاقح الإبداع.
أشار مصطفي البلكي إلي أن الإبداع الأدبي ظل دائماً بأسيوط في ذيل اهتمامات مسئولي الثقافة. لأنه لا يحمل لهم تلميعاً إعلامياً.. والأسماء مكررة في كل مؤتمرات الاقاليم.
ورد توني بأن الأسماء المكررة ترجع لاختيارات نادي الأدب المركزي وليس لفرع الثقافة أو الاقليم.. وسوف نضع خريطة العمل الأدبي في أسيوط في اجتماع مع نادي الأدب المركزي.
وطالب حمدي سعيد بأن يكون هذا الاجتماع مع الجمعية العمومية لنوادي الأدب. وليس مع النادي المركزي فقط. لأنه ناد قد ترهل وتكلس. ولابد من توسيع دائرة المشاركة ليقرر الأدباء شئونهم بأنفسهم.
وافق توني علي عقد الاجتماع مع كل أعضاء الجمعية العمومية لنوادي الأدب.
 ..........
لمشاهدة صفحة الناس والثقافة كاملة <<اضغط هنا<<

كلام مثقفين النفاق الأدبي!!

كلام مثقفين النفاق الأدبي!!
حُزين عمر
جريدة المساء الأربعاء 4 مايو 2011
لو كان قد قُدِّر لك أن تحضر الجمعية العمومية التي عقدت مؤخراً لاتحاد الكُتَّاب. لنلت فرصة جيدة لابتسامة صافية. ولا نقول سخرية مرة.. فأنت لن تعدم من تتطوع من الأديبات  ولا نعرف ما إذا كانت عضواً بالاتحاد أم لا؟!  وتقبل عليك هاشة باشة  كما كان يذكر طه حسين!!  وتقسم لك ب "الطلاق" أنها قد منحتك صوتها!! ثم تجد نفسك فجأة غارقاً في أحضان أديب آخر  ولا نعرف ما إذا كان عضواً بالاتحاد أم لا؟والغرق في الأحضان هنا بالمعني الطيب. ثم يقسم لك بحياة أمه  التي ماتت منذ عشرين عاماً  بأنه لم يأت من أقاصي الدنيا إلي هذه الانتخابات إلا ليمنحك أنت صوته.. وتسأله: ومنَ ْمِنَ الآخرين منحته صوتك معي؟! فيدعي عدم التذكر. ويرفض الإجابة. وربما لو أجاب لقال لك: لقد منحت صوتي اليوم كذلك لفاروق خورشيد وعبدالمنعم عواد يوسف ويوسف السباعي.. رحمهم الله جميعاً!!!
من عينة هذا الأخ. وهذه الأخت كثيرون في الجمعية العمومية وغير الجمعية العمومية.. وهم يمارسون سلوكاً طبيعياً ومشروعاً ومستحباً جداً. اسمه "النفاق"!! لكن بعض المنافقين حمقي.. لأن هذه التي أقسمت وذاك الذي أقسم لا يدريان أنك غير مرشح في هذه الانتخابات!! وليذهب قسمهما إلي الجحيم!!
هذا النفاق سمة ملازمة لبعض الأدباء. يحسنون أداءه. وينمون قدراتهم فيه. ويجرون حوله "البروفات" ربما أمام المرآة. أو في التجمعات الأدبية الصغيرة.. وهذه البروفات مجانية طبعاً. حتي إذا أتيحت لهم فرصة التكسب بنفاقهم اهتبلوها اهتبالاً أو اقتنصوها اقتناصاً.
بعض هؤلاء من محترفي النفاق. كان يعتاد الذهاب إلي المؤتمرات الإقليمية. وقد أعد ديباجته النفاقية العصماء. وبعض لوازم المسكنة والذلة. ثم خرج وانتصب متحدثاً أمام الوزير الأسبق فاروق حسني: معظماً إياه. معبراً عن اعجاب طوب الأرض به وبعبقريته. وكذلك إعجاب نخيل الصعيد!! ثم يهرول فور انتهاء الجلسة إلي الوزير. ويسحب من جيبه عدة مذكرات ومطالب بتعيين فلان من أهله. وطلب نشر ديوان له. وضرورة الحصول علي منحة تفرغ. ورغبته في السفر أو الالتحاق بلجنة كذا من لجان الثقافة. أو حتي طلب العلاج علي نفقة الدولة من خلال الوزير!!
إن هؤلاء المنافقين "الغلابة" "الطيبين" يستحقون الآن الشفقة.. فمن سينافقون بعد أن انكشف الفساد والمفسدون في وزارة الثقافة. وبعد أن غلت أيدي ناهبي المال العام؟! أظنهم سيعودون إلي بروفاتهم أمام المرآة. انتظاراً لما هو قادم!!!



تقديم: حزين عمر
الأربعاء 4 مايو 2011
ما حدث في اتحاد الكتاب كان تجربة لعودة الحياة إلي طبيعتها. بعد نجاح ثورتنا العظيمة. وأثبت الأدباء أنهم علي مستوي هذه اللحظة التاريخية التي تحتم إعادة بناء كل مؤسسات الدولة علي أساس من الاختيار الديمقراطي الحر. وبدون أية تصادمات ولا عنف.. فانتخابات اتحاد الكتاب التي جرت بمسرح السلام سبقها إعداد إداري جيد. وفي هدوء تام. وبدون وجود لجهات أمنية. ولا وصاية من أي جهة خارج الاتحاد.. ومجرد إجرائها ونجاحها ــ بصرف النظر عن النتيجة ــ يعد نجاحاً للتجربة الديمقراطية ولمن قاموا علي أمر هذه الانتخابات من مسئولي الاتحاد.
أما النتيجة نفسها فقد جاءت بناء علي اختيار الجمعية العمومية. وشارك فيها حتي قبل إجراء الانتخابات ووضع أسس نجاحها. عدد من أعضاء مجلس الإدارة الذين بادروا بعدم ترشيح أنفسهم. وترك مواقعهم لوجوه جديدة سوف تشارك في بناء هذه النقابة والدفاع عن مصالح أعضائها.. فقد توافر للمتنافسين الجدد من أعضاء الجمعية العمومية 9 مقاعد أخلاها أعضاء المجلس السابق بمحض إرادتهم. بعد أن رفض عدد منهم ترشيح أنفسهم. كما انسحب عدد آخر قبل إغلاق باب التنازلات وهذا يعني أن التجديد كان قادماً في كل الأحوال.. واتسعت دائرة هذا التجديد كذلك بعد أن حصل المرشحون الجدد علي أربعة مقاعد أخري من المجلس القديم. عبر صناديق الانتخابات.
كل التيارات والأجيال ــ خاصة الشباب والمرأة كان لهم نصيب وافر من المجلس الجديد الذي يضم 30 عضواً.. فقد التحق به من المرشحات الأديبات د.زينب العسال ونوال مهني وهالة فهمي وعزة رشاد وهالة البدري ليصبح للمرأة ــ لأول مرة. خمسة مقاعد في مجلس الإدارة وإن كان نصيبها العادل منه لا يقل عن عشرة مقاعد. يمكن أن تحصلن عليها في المستقبل.
الشباب أصبحوا كذلك موجودين بكثافة في هذا المجلس. سواء كان منهم من التحق بالمجلس السابق أو نال عضوية المجلس لأول مرة ومنهم فارس خضر ود.شريف الجيار ومصطفي القاضي ومحمد عبدالحافظ ناصف وعبده الزراع وحسين القباحي ومحمود بطوش والمنجي سرحان. وهم غالباً تحت الخمسين من العمر.
وجوه جديدة أخري من النشطين ثقافياً التحقت بالمجلس. خاصة د.صلاح الراوي. الذي يتسم أداؤه دائماً بالصراحة. ولديه رصيد كبير من مقاومة الفساد بالطرق القانونية بأكاديمية الفنون. ومن هؤلاء النشطين كذلك جابر بسيوني ود.صابر عبدالدايم وعزت الطيري ود.مدحت الجيار.
الجمعية العمومية التي لم تكن كثيفة. ولم تجاوز 681 عضواً ــ عكس ما كنا نتوقع لها ــ أنصفت محمد سلماوي. منحته أعلي الأصوات. علي الرغم من الانتقادات العنيفة التي وجهت إليه قبل انعقادها. وأثناء الانعقاد. خاصة حينما عبر سمير عبدالباقي عن رأيه هذا. وبلغت درجة حرارة انفعاله حد المطالبة بتحويل تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات إلي النائب العام. وأيَّده في هذا الموقف بعض أعضاء الجمعية العمومية. ومنهم أحمد توفيق فتلبدت الأجواء أثناء انعقاد الجمعية. وقبيل البدء في عمليات التصويت. لكن هذا التصويت نفسه أسفر عن فوز سلماوي بأعلي الأصوات.. وأسفر كذلك عن تزكية بعض الحكماء هادئي الأداء في المجالس السابقة أمثال د.أحمد مرسي الذي تحسن ترتيبه في قائمة الفائزين عن الدورة الماضية. ليحتل المركز السادس عشر من بين المراكز الثلاثين الفائزة.
أما الأدباء الذين بادروا بترشيح أنفسهم. ولم يحصلوا علي الأصوات التي تؤهلهم للفوز. ومعظمهم من الشباب. فيكفيهم شرف المحاولة. وأنهم مواطنون إيجابيون يسعون للمشاركة في بناء اتحادهم. وخدمة زملائهم. وهم لم يحرموا من أصوات كثيرة وثقت فيهم. فنال الكثيرون منهم أكثر من مائتي صوت. في ظل هذا الزحام الشديد من المرشحين "96 مرشحاً" وقلة عدد المصوتين.. فكان علي وشك الفوز كل من عبدالوهاب الأسواني وفتحي عبدالسميع والأمير أباظة وعاطف الجندي والجميلي شحاتة ود.هاني قطب الرفاعي.
وهذا يعني أن فيضاً كبيراً من أعضاء الجمعية العمومية موهلون للخدمة العامة. وقادرون علي حمل الأعباء. وأصبحت فرصهم قائمة في دورات قادمة.
وإذا كانت هذه المعركة الانتخابية قد اتسمت بالسخونة. فإنها مجرد بداية في مهام ثقال ملقاة علي عاتق مجلس الإدارة. تناولت مناقشات الجمعية العمومية بعضاً منها.. فالأدباء يرون ضرورة زيادة المعاش بشكل لائق. وتحصيل كل مستحقات الاتحاد لدي جهات الإنتاج الفني ..وتوفير مشروع إسكاني بدأت محاولاته الأولي في الدورة الماضية من خلال لجنة الإسكان. وتواصل الاتحاد مع المجتمع والساحة الثقافية بالمشاركة القوية والجادة في القضايا العامة والدفاع عن حرية الفكرة والإبداع والنشر والإعلام.. فهل أنتم قادرون. أعضاء المجلس الجديد ــ علي إنجاز هذه المهام وغيرها؟! نأمل هذا!!
إقرأ موضوعات أخرى فى صفحة (الناس والثقافة) التى يحررها الكاتب الأديب حزين عمر نائب رئيس تحرير جريدة المساء بالضغط هنا 

أنشأ هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120