***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************
عن المدون
- حزين عمر
- نائب رئـيس تحريـر جريــدة المســاء ـ شاعر وناقد وكاتب مسرحى شهير
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Provider
كلام مثقفين - نهضة مصر > المقال منشور فى جريدة المساء الأربعاء 4/1/2012
3:12 ص |
مرسلة بواسطة
حزين عمر |
تعديل الرسالة
كلام مثقفين - نهضة مصر
"حزين عمر" الأربعاء 4 يناير 2012
لحظات التحولات الكبري في تاريخ مصر يبرز سؤالان جوهريان حول انتماء مصر وكيفية النهوض بها والاجابة عن هذين السؤالين اللذين طرحاً منذ بداية العصر الحديث أيام محمد علي ثم أيام ثورة عرابي ثم أثناء ثورة 1919 ثم حسم الاجابة عنها بعد ثورة 23 يوليو بان مصر دولة عربية الانتماء مرتبطة بالعالم الإسلامي كله وهي بلد لكل أبنائه بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية وقد حدد زكي نجيب محمود هذا الانتماء في صيغة دوائر ثلاث للمصريين تبدأ بالانتماء لمصر الوطن وتتسع للانتماء العربي وتتسع أكثر للدائرة الإسلامية وهناك مع هذه الدوائر الثلاث دائرة متداخلة ترتبط بها حياة مصر مباشرة هي الدائرة الافريقية التي كان اهمالها في عهد النظام الساقط سبباً من أسباب محاصرة مصر وتحجيمها ومشكلاتها.
أي خلل في الاعتراض والتأكيد علي هذه الدوائر الأربع يصيب مصر بالعرج ويجعل كياناً عنصريا وهميا مثل الكيان الصهيوني مسيطراً علي منطقة هي جزء من مصر ومصر جزء منها وكذلك ينتقص من حجمنا لصالح أشقاء آخرين في الدائرة الإسلامية مثل إيران وتركيا اللتين لا تنتاقض مصالح مصر مع مصالحهما إذا نسقت الدول الثلاث فيما بينها.
يرتبط بسؤال الهوية هذا التساؤل الآخر كيف ننهض؟ وإذا كان تحديد انتماء مصر مهمة يستأثر بها أبناؤها فقط فإن تنفيذ مطلب نهضة مصر وحتمية هذه النهضة شأن يخص المصريين وحدهم وقد عاد السؤالان الآن يلحان علي الواقع مع تحول ضخم يحدث الآن بعد ثورة 25 يناير ومثلما كانت ايد خارجية تحاول ان تقحم نفسها علي "المشروع المصري" انتماء ونهضة منذ أيام محمد علي تركيا العثمانية وانجلترا وروسيا وفرنسا ثم أيام ثورة عرابي فرنسا وانجلترا و أوروبا بصفة عامة وبعدها في ثورة 1919 عقب الحرب الأولي انجلترا كثيرا والولايات المتحدة أحيانا وأيام ثورة 23 يوليو الصهيونية العالمية وأمريكا والاتحاد السوفيتي والوهابيون في الجزيرة العربية فإن بعض القوي الآن اقتحمت الساحة المصرية ولا يشغلها نهضة مصر بل تفتيتها وإضعافها وتبعيتها هناك القوي المعادية الدائمة والمعلنة منذ ستين عاماً علي حدودنا الشمالية ومن يتحالف معها من الغرب وهي قوي الخصوم المعلنون لكن لا يقل عنها خطراً الخصوم في ثوب الاشقاء الذين يريدون تحديد انتماء مصر للصحراء والبداوة وحدها وان تتجة جنوباً لتغرق في الرمال التي يغرق فيها وهابيو الحزيرة وكلما اتجهنا شمالا عبر العصور ارتقت مصر وتقدمت للأمام وهذا أمر طبيعي ربما في خريطة العالم كله فالفتوح الإسلامية لم تتحول إلي الدولة والحضارة إلا بعد ان اتجهت شمالا إلي مصر وسائر بلاد الشام والمغرب العربي.
لا يمكن الفصل إذن بين انتماء مصر بكل سمات تعدد شعبها ووسطيته وبين النهوض بهذه الدولة المالكة لإمكانات الامبراطورية ولذا يبدو الأمر واضحاً ومنطقيا ان نري أموالاً تضخ من معاقل الوهابية والبترول لتعطيل مسيرة مصر من خلال كيانات متطرفة اصبحت تدعو إلي الامتداد بالنمط المختلف في الحكم لان "امبراطورية مصر" سوف تلغي أسراً كثيرة حاكمة وقامعة للشعب العربي في تلك الممالك والدويلات والاقطاعيات.