سجل الزوار
Website counter
***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************

عن المدون

صورتي
حزين عمر
نائب رئـيس تحريـر جريــدة المســاء ـ شاعر وناقد وكاتب مسرحى شهير
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Provider

صحيفة المساء الأربعاء 14/12/2011 : كلام مثقفين العقاد وجورج إسحق!!


كلام مثقفين العقاد وجورج إسحق!!
"حزين عمر" الأربعاء 14 ديسمبر 2011
لم يشرف جورج اسحق أن يلتقي بالعقاد ـ حسب ظني ـ ولم يسعد العقاد أن يستقبل جورج. في صالونه الذي كان يقيمه كل جمعة في منزله .. لكن الاثنين التقيا مؤخرا علي بعد الزمان والمكان!!
قبل ثورة يوليو حاول عباس محمود العقاد : أعلي قاماتنا الفكرية والأدبية. أن يلتحق بالبرلمان. فرشح نفسه ووضع "رجلا علي رجل" ظنا منه بأن الناخبين سيتهافتون عليه. ويهتفون في اللجان: العقاد .. العقاد!! فجاءت النتيجة عكس ما توقع العقاد. وعكس ما ينبغي أن يكون.. فأي برلمان في العالم إذا ضم العقاد واضرابه فسوف يثري بهم ويشرف ويرتقي.
علم سعد زغلول بواقعة ترشح العقاد و"سقوطه" فقال له: يا أستاذ. إذا كنت تريد دخول البرلمان فلماذا لم تخبرنا. حتي نفرغ لك دائرة انتخابية؟! وبالفعل في الانتخابات التالية رشح الوفد العقاد. وفرغ له دائرة. ودخل العقاد البرلمان. بألاعيب السياسة. وردها الساسة. لا بفكرة ولا بعقله!!
التجربة نفسها تقريبا مر بها جورج اسحق في الأيام الأخيرة. وجورج قامة وطنية عالية. وزعيم بمفاهيم الزعامة الحقة. ومعارض عظيم أنشأ ـ مع آخرين ـ حركة كفاية. وتصدي للطاغية وأنصاره وأبنائه في الزمن الصعب قبل ثورة 25 يناير .. فالرجل ليس كاتبا ولا مفكرا كبيرا . لكنه قيمة وطنية كان ينبغي أن نقدر لها حق قدرها. ولا ندعه "يسقط" في الانتخابات ببورسعيد.
ولأننا لا نملك الآن سعد زغلول. وليس لدينا أحزاب حقيقية وعظيمة. كما كان الأمر قبل ثورة يوليو. فقد تركنا جورج لمصيره. بل تصدي له البعض رشحوا ضده من رشحوا . ففاز مرشح من عامة الناس. وسقط زعيم وطني محترم.. ولو أن خصوم جورج فعلوا ما فعله سعد زغلول. وأخلوا الساحة لجورج. لخسروا مقعدا واحدا في مجلس الشعب. وكسبوا الشعب نفسه. وتحدث عنهم القادمون بعدنا كما نتحدث نحن الآن عن سعد زغلول!!
هكذا تبدو مؤشرات المجلس القادم: لا عقاد. ولا من يشبهون العقاد. لا فكر. ولا مفكرون سيلجون هذا المكان الذي شهد عظماء مصر وكبار مشرعيها ومفكريها وسياسييها علي مدي حوالي قرنين منذ أول برلمان مصري انشأه الخديوي إسماعيل باسم "مجلس شوري النواب" عام 1863 وضم 75 عضوا من أعيان مصر. انتخبوا بحرية من عمد القري ورموز البلاد.. وشاء له اسماعيل ان يكون ديكورا في ثوبه الامبراطوري. مثل مبني الأوبرا.. فإذا بالشيوخ ـ أعضاء المجلس ـ ينقلبون عليه ويرفضون بعض فرماناته. فيصدر فرمانا بحل المجلس. فيرفض المجلس الحل !! فيغلق اسماعيل ابواب مبني البرلمان بالسلاسل في وجوه الأعضاء. فينقلون جلساتهم الي فندق الكونتننتال بالعتبة. ويستمرون في ممارسة مهامهم حتي نهاية دورتهم: ثلاث سنوات!!
المجلس القادم بما يضم من لحي وجلابيب. هل يعلم أكثره شيئا عن هذا التاريخ الناصع. ومن جلس من قبلهم علي هذه المقاعد؟! أم سينشغلون في بحث شرعية زواج الجن وأكل لحومهم؟!!

أنشأ هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 01008784120