***************
***************
***************
***************
***************
***************
***************
عن المدون
- حزين عمر
- نائب رئـيس تحريـر جريــدة المســاء ـ شاعر وناقد وكاتب مسرحى شهير
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Provider
المثقفون آخر من يعلم بثورة 25 يناير لا أحد يغادر موقعه في التجمعات الشعبية والرسمية
12:20 م |
مرسلة بواسطة
حزين عمر |
تعديل الرسالة
حُزين عمر
المساء الأدبى الأثنين 28 مارس 2011
لا شيء قد تغير في الأوساط الثقافية إلا قليلا كأن ثورة لم تهب ودماء لم تسفك بالمئات وتسيل في ميادين مصر بالقاهرة والسويس والاسكندرية وغيرها وكأن مئات الاصابات وربما آلاف الاصابات لم تقع وبعضها اصابات مستديمة تبقي وساما أبديا يعلقه بعض شباب ثورة 25 يناير علي أجسادهم الفتية وكأن الطاغية لم يسقط ولم تتناثر شظايا حزبه وعصابته.. كأن كل هذا لم يحدث ولم يره المثقفون في معظم شرائحهم واتجاهاتهم!!الغالبية العظمي من التجمعات الشعبية للأدباء والفنانين مازال يكتم انفاسها هؤلاء الرابضون عليها منذ عشرات السنين فمثلا دار الادباء أجرت مؤخرا شيئا يشبه الانتخابات وتقدمت لهذه الانتخابات الوجوه القديمة والأبدية ومعهم عدد آخر من المرشحين وبلغ مجملهم 24 مرشحا أما الجمعية العمومية التي كان عليها ان تنتخبهم فقد ضمت عددا مهولا من الأعضاء بلغ حوالي ثلاثين!! ومنهم طبعا المرشحون!! وجرت الانتخابات في جو وطني نزيه - نسبة للحزب الوطني!! فلم تتوافر لها شروط الجدية والشفافية وفازت الوجوه الدائمة والأبدية كالعادة وأصبحت هذه الانتخابات العبثية مدعاة للطعن فيها أمام الجهات الرسمية في وزارة التضامن.هذه التربيطة نفسها في دار الادباء كانت قد انتقلت من نادي القصة بعد ان أجريت هناك انتخابات وطنية كذلك وقامت وزارة التضامن بإلغائها لكن ربطة نادي القصة لم تتعلم من تجربة الإلغاء ومارست الطقوس نفسها في دار الأدباء!!
الممثلون.. نجحوا
الأمر نفسه من التمترس فوق الكراسي وخلفها يحدث في نقابة السينمائيين ونقابة الموسيقيين ولكن الاستثناء حدث في نقابة الممثلين التي نجحت مبكرا في خلع نقيبها اشرف زكي الذي كان حتي الأيام الأولي من الثورة يبدو في قمة مجده وينتظر كرسي الوزارة حتي يهبط عليه.. وفجأة خسر كل رهاناته: أنس الفقي وفاروق حسني واكاديمية الفنون واتحاد الاذاعة والتليفزيون.. لقد كان نقيبا للممثلين ومن النقابة اتصل بالشيخ القاسمي حاكم الشارقة فتبوأ رئاسة ما سمي بالهيئة العربية للمسرح ومعه وقد أغلق بالضبة والمفتاح - البيت الفني للمسرح ومنه قفز إلي قطاع الانتاج الثقافي بوزارة الثقافة بالاضافة إلي عمله أستاذا مساعدا بأكاديمية الفنون.
ولأن منصب الوزير كان هو الهدف استقال أشرف من قطاع الانتاج ومن وزارة الثقافة وتم تعيينه في منصب مختلق اسمه مساعد وزير الاعلام للانتاج ايضا ومساعد الوزير يمكن ان يصبح وزيرا للثقافة مع زحزحة فاروق حسني من موقعه في أي تغيير وزاري كان ينتظره أشرف.
فجأة هب الشعب وارتعش الجسد الهامد رعشة الحياة وضخ الشباب دماءهم في هذا الجسد وقامت الثورة فضاع مشروع اشرف زكي الشخصي ومشروعات كثيرة شخصية مماثلة.. وتحرك الممثلون الواعون وخلعوه من النقابة أو اضطروه للاستقالة ثم انخلع من الاعلام وقبله كان منخلعا من الثقافة وحتي حينما حاول المسئول عن مدينة الانتاج الاعلامي تثبيته في قطاع السينما بها ثار عدد من السينمائيين ودفعوه كذلك للاستقالة.
الاستثناء الثاني غير نقابة الممثلين هو اتحاد الكتاب الذي بادر مجلس ادارته المنتخب والممتدة عضويته عامين قادمين إلي حل المجلس وطرح الأمر أمام الجمعية العمومية لانتخابات كلية مبكرة ورغم حسن التصرف والمبادرة في هذه الحالة من 15 عضوا بالمجلس كان القانون والرأي العام الثقافي يخول لهم البقاء عامين فإن فتح باب الترشيح في 10 من الشهر القادم سيشهد كما نتوقع تكالب الأسماء المعششة في هذا المجلس منذ ربع قرن أو يزيد علي ترشيح انفسهم واكثرهم في السبعين من العمر كما نتوقع ان تشهد الترشيحات القادمة مبادرة بعض ممن لم يقدموا أي شيء لخدمة الادباء علي مدي أربع سنوات ليرشحوا انفسهم مستغلين عواطف الادباء والاتصالات المباشرة بهم وكذلك اطلاق الوعود كما فعلوا منذ اربع سنوات قبيل الانتخابات قبل الماضية.
جمود عام
الجمود - إذن - في الغالب ليس سمة المؤسسات الثقافية الرسمية المتجسدة في وزارة الثقافة فقط والنظر إلي الثورة كما لو كانت حدثا عابرا قد مر وانتهي ليس سمة وزارة الثقافة فقط بل هي حالة مستشرية في أوساط الكثيرين من الادباء والمثقفين فطوابير هؤلاء المثقفين الذين كانوا يقبضون من وزارة الثقافة بالآلاف كل شهر مازالت ممتدة تحت مسمي مستشارين وخبراء ورؤساء تحرير ومازالت هذه الطوابير متساندة ومتراصة ومعهم ولهم امتداداتهم في وسائل الاعلام والصحف ممن ينتفعون من ورائهم ومن يظنون انفسهم مثقفين فيبادرون للدفاع عن الفساد والمفسدين في وزارة الثقافة وإذا تصدي أحد لهذا الفساد رموه بالذاتية وتصفية الحسابات وطالبوا بالهدوء والاستقرار وهي المطالب نفسها التي كان يرددها النظام البائد لحسني مبارك وعصابته فهل كان الطابور الممتد في الاعلام والصحافة ممن يساندون الفساد والمفسدين بحجة الحفاظ علي الاستقرار سوي اعداء لهذه الثورة وبذلوا كل جهد لاحباطها والتشنيع عليها طبقا لتعليمات السيد الرئيس والسيد الوزير والهانم وابني الهانم.. لقد كانوا أبواقا ضد الشعب والثورة وملفاتهم موجودة ومطروحة ويجري الآن اعداد كتاب اسود عنهم جميعا وعن كتاباتهم وتصريحاتهم.. انهم المنافقون فاحذروهم!!